حاضر ومستقبل تقنيات السحابة ومراكز البيانات في مقابلة مع كيفن ميلر، نائب رئيس AWS

في عام 2002، كانت شركة أمازون تعاني بشدة من آثار انفجار «فقاعة دوت كوم عليها»، والتي أفقدتها الشطر الأكبر من قيمتها السوقية. لكن وبالتزامن مع الفترة الصعبة التي مرت بها شركة أمازون حينها، بدأت الشركة بالتوسع إلى مجالات جديدة عبر إطلاق الشكل الأول لما يعرف اليوم باسم «أمازون ويب سيرفسز»، أو اختصاراً AWS. حيث بدأت AWS بتقديم خدمات الويب فقط للعملاء في البداية، لكن وبالوصول إلى عام 2006، بدأت الشركة بتقديم خدمات التخزين السحابي كذلك، لتكون واحدة من أوائل المنصات السحابية في العالم. ومنذ ذلك الحين، استمرت AWS بالتوسع المستمر والقوي على نطاق عالمي وضمن العديد من المناطق الجغرافية والبلدان. وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن AWS لا تزال أكبر مزود خدمات سحابية في العالم، فهي تهيمن على 31% من السوق العالمي تقريباً، كما أنها تمتلك وجوداً قوياً وملحوظاً في الأسواق العربية منذ سنوات.

أطلقت AWS أولى مناطقها السحابية في الشرق الأوسط في البحرين عام 2019، حيث تضمنت المنطقة السحابية 3 مستويات إتاحة ومنطقة محلية واحدة. وتبع ذلك إطلاق منطقة AWS السحابية في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2022، مع 3 مستويات إتاحة كذلك، وتخطط الشركة لإطلاق منطقتها السحابية الثالثة في منطقة مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية، وستكون توسعاً لتواجد الشركة القوي في السوق السعودية، والذي يتضمن أصلاً عدداً من مراكز البيانات الرائدة والمتخصصة.

على هامش أحداث القمة السنوية لشركة AWS، والتي أقيمت في مركز دبي التجاري العالمي، كان فريق مينا تك حاضراً، وهناك سنحت لنا الفرصة للحديث مع السيد كيفن ميلر، نائب رئيس شركة AWS لمراكز البيانات العالمية، إحدى الشركات التابعة لمجموعة أمازون المعروفة في مجال التجارة الإلكترونية. وبالنظر إلى هيمنة الشركة الكبير من جهة، وتوسعها المستمر في منطقة الشرق الأوسط من الجهة الأخرى، اغتنمنا الفرصة لمعرفة المزيد عن أعمال الشركة والخدمات الجديدة التي تعمل عليها، كما تناولنا مواضيع شديدة الأهمية مثل أمن السحابة والمعايير التي تستخدمها الشركة لضمان حماية بيانات العملاء وطمأنتهم لكون بياناتهم لا تستخدم إلى للأغراض التي يوافقون عليها ويريدونها فقط. كما تحدثنا عن عمل الشركة في المنطقة العربية، ودورها في جهود التوطين التقني التي تقودها عدة دول في طليعتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، واستفاض السيد ميلر بالحديث عن التحول الرقمي الذي شهدته المنطقة، والإعلانات الجديدة للشركة ومناطقها السحابية المخططة ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.

هلا أخبرتنا عن نفسك وعملك في شركة AWS؟

أنا كيفن ميلر، نائب الرئيس لمراكز البيانات العالمية في AWS، حيث بدأت عملي مع AWS قبل ما يقرب من 17 عاماً الآن. وعبر سنوات عملي الطويلة في الشركة،  كنت مسؤولاً عن إطلاق العديد من الخدمات الخاصة بـ AWS. حيث عملت على إطلاق خدمات مهمة تتضمن كلاً من خدمتي AWS VPN وDirect Connect. كما توليت منصب المدير العام المسئول عن خدمة Amazon S3 ضمن شركة AWS، وهي الخدمة الأولى التي انطلقت مع تأسيس شركة AWS قبل حوالي 18 عاماً. ومؤخراً، قبل عام تقريباً، توليت منصبي الحالي كنائب الرئيس لمراكز البيانات العالمية، كما شغلت قبل ذلك مناصب تتضمن رئاسة قسم مراكز البيانات العالمية لدينا، وكوني مسؤولاً عن كل ما يخص أعمال الهندسة، والتصميم، والعمليات الخاصة بمنشآتنا في جميع أنحاء العالم. لقد كان مشواراً مهنياً طويلاً ومثمراً للغاية مع AWS.

خلال رحلتي الطويلة في AWS، قمنا بإطلاق العديد من خدمات الشبكات والخدمات الأخرى، لكن هنا سأتناول بعض أبرزها ربما، وهي AWS VPN وDirect Connect. حيث أطلقنا خدمة AWS VPN لتمنح عملائنا الكثير من إمكانات الشبكات الافتراضية التي يمكنهم استخدامها لبناء شبكات خاصة آمنة، ومن ثمّ ربطها سوياً عبر أنحاء العالم. يتضمن ذلك خدمة VPN الخاصة بنا حيث يمكن للعملاء الاتصال بشكل آمن من مكاتبهم بـ AWS بالإضافة إلى Direct Connect، وهي في الواقع خدمة شائعة جداً بين عملاء المؤسسات.

يأتي ذلك نظراً لأن معظم عملاء المؤسسات الذين لديهم بعض مراكز البيانات الحالية، بدأوا في استخدام خدمات AWS ويريدون الحصول على تطبيقات تُمكنهم من الاحتفاظ بأجزاء معينة في مركز البيانات الخاص بهم، ونقل الأجزاء الأخرى إلى السحابة. ولذا فهم بحاجة إلى الكثير من عرض النطاق الترددي لنقل البيانات. وهكذا تمنح خدمة Direct Connect العملاء القدرة على الحصول على اتصال ألياف بسرعة جيجابت واحد، أو 10 جيجابت، أو 100 جيجابت بين مرافقنا السحابية، ومراكز البيانات والشركات الخاصة بهم، وهو ما يؤدي بالفعل إلى تبسيط حركة البيانات بشكل كبير وملحوظ.

تكمن واحدة من أوجه الاستخدام الرئيسية لخدمة Direct Connect في مجال الأمان والخصوصية والحفاظ على كون البيانات التي يتبادلها العميل بين خودامه الخاصة وسحابة AWS وبين الخوادم المختلفة عالية الأمان ومحمية بشكل كامل. حيث يلتزم مزودو خدمات الإنترنت ومقدمو خدمات الاتصالات بضمان خصوصية الاتصال وعدم السماح بالوصول إليه بأي حال، كما يتم استخدام أعلى معايير التشفير في عمليات الاتصال، وذلك كطبقة إضافية من الأمان والحماية لبيانات واستخدامات العملاء. إذا نظرت إلى دعم جميع خدماتنا، فستجد أننا نعتمد على بروتوكول التشفير «أمن طبقة النقل TLS» لضمان الحفاظ على خصوصية اتصالات عملائنا خلال العملية بأكملها. ونحرص في AWS على ضمان اتصال آمن جداً بين العميل والسحابة، من خلال الجمع بين تخصيص الاتصال المباشر بالطريقة الملائمة لكل عميل، بالإضافة إلى التشفير.

هلا أخبرتنا بالمزيد عن أمان خوادكم وما تقومون به في هذا الصدد تحديداً؟ خاصةً مع ظهور الحوسبة الكمومية وادعاءات صعوبة التشفير

نستثمر بالفعل في «التشفير الكمي الآمن» منذ بعض الوقت، ويُمكنني أن أقدم لك بعض التفاصيل بشأن هذا المجال الذي نُولي اهتماماً كبيراً له. عندما نتحدث عن أمان الخوادم في AWS، علينا أن نبدأ بنظام Nitro للتشفير الخاص بنا، والذي يُعد واحداً من بعض الحلول الجديدة التي قمنا ببنائها مؤخراً لضمان الحفاظ على بيانات العملاء آمنة تماماً. كما أننا نوفر بيئة الاستضافة المواتية، بجانب ذلك أيضاً.

يمنح نظام Nitro العملاء الثقة، ويُشكّل أساساً للكثير من إمكانيات التشفير التي نقدمها لهم علاوةً على ذلك. وكما قلت، هناك خدمات تشفير لجميع أنواع البيانات، النشطة منها وغير النشطة كذلك، مثل EC2 أو EBS أو S3، والمتاحة في جميع الخدمات التي يستخدمها العملاء بشكل عام كذلك.

تستخدم معظم هذه الخدمات خدمة «AWS Key Management» الخاصة بنا، والتي تعد جوهرية فيما يتعلق بالحفاظ على البيانات آمنة رقمياً ، وهي تُعد مشكلة مؤرقة وشائعة للغاية بالمناسبة. تدور الخدمة حول إمكانية تشفير بياناتك عبر مفاتيح مخصصة، والتي تحتاج إلى الحفاظ عليها آمنة بالطبع، وهو ما تبرع فيه خدمة AWS Key Management، المبنية على نموذج أمان التدرج الهرمي لتخزين المفاتيح بطريقة آمنة للغاية.

كما أنها تمنح العملاء القدرة على إحضار مفاتيح تشفيرهم الخاصة إلى AWS حتى يتمكنوا من حفظها بشكل آمن. يمكننا قضاء ساعات طويلة في الحديث عن جميع حلول الأمن السحابي الخاصة بنا، لكنني أعتقد أن البدء بنظام Nitro هو جوهر الموضوع الأساسي. ومن ثم فإن خدمة إدارة المفاتيح هي في الواقع تلك الخدمة الأساسية التأسيسية لعملية أمان المستخدمين. ودعنا لا ننسى جميع إمكانيات التشفير المتاحة، ونقل البيانات، وعديد المميزات الأخرى كذلك.

لماذا اخترتم دبي لعقد قمتكم، وما هي خططكم للتوسع في الإمارات والمنطقة؟

نحن متحمسون لمستوى الابتكار والتقدم الملحوظ الذي تشهده دبي. وأعتقد أنها مكاناً ملائماً لنا في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وسهلة الوصول للجميع أيضاً. لذلك، نفكر دائماً في عدد من العوامل بما في ذلك التأكد من أن العملاء قادرون على الوصول إلى هنا والمشاركة معنا في القمة. كما أن الدعم والتبني من حكومة الإمارات هو أحد الأسباب الذي دفعنا لعقد قمتنا هنا كذلك.

لدينا منطقة جديدة من المخطط إقامتها في المملكة العربية السعودية، حيث لدينا بالفعل قدر لا بأس به من البنية التحتية هناك. لدينا منطقتان هنا بالفعل. كما أننا نمتلك سبعة مواقع اتصال مباشر مختلفة في المنطقة، حيث يمكن للعملاء التواصل معنا من خلالها، والتي تخدم كشبكة لتوزيع المحتوى الخاص بنا كذلك.

لدينا الكثير من المراكز، والمناطق، والبنية التحتية بشكل عام هنا بالفعل، لكننا نخطط للمنطقة الجديدة. وأود أن أشير أننا نستثمر في بعض مراكز الابتكار التكنولوجي الجديدة في المملكة العربية السعودية، كجزء من الإعلانات الحصرية التي أشارككم بها.

كانت هذه نظرة على بعض الاستثمارات الرئيسية التي نقوم بها في المنطقة حالياً. يُذكر أنه لدينا خطة عالمية لتدريب 29 مليون شخص على خدمات AWS والتقنيات السحابية الأخرى بحلول عام 2025 كذلك، وهو ما أشرت إليه في كلمتي الرئيسية في بداية القمة. وستشمل هذه الخطة الشرق الأوسط بالتأكيد، حيث قمنا بالفعل بتدريب 21 مليون شخص هنا في المنقطة حتى الآن، كما أننا أطلقنا عدداً من البرامج، مثل/ برنامج AWS Educate وبرامج بناء المهارات المتوفرة لدينا في الشرق الأوسط، للتدريب على تقنيات AWS والحوسبة السحابية.

ماذا عن التعاون الإقليمي مع الشركات المحلية أو العالمية؟ مثل Salesforce التي التقينا بها مؤخراً، وتعمل مع��م عن كثب. هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن ذلك؟

لطالما كان التعاون الإقليمي مع الشركات العالمية مهماً للغاية لنا في AWS. لدينا شركاء عديدين مثل Salesforce، وSnowflake، و Databricks، والذين نتوسع معهم سوياً في الشرق الأوسط، مع التأكد من أنهم يعرفون ما هي خططنا بالتحديد حتى يتمكنوا من الحصول على خططهم الخاصة لدعم العملاء في المنطقة هنا.

وبالحديث عن الشركاء والعملاء المحليين الذين نعمل معهم في هذه المنطقة، أعتقد أننا لدينا بعض الشراكات الجذابة حقاً. على سبيل المثال، شركة طيران «مجموعة الإمارات» هي أحد العملاء الذين نعمل معهم وهم يقومون ببعض الأشياء الرائعة حقاً مثل النمذجة والبيئات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تدريب أطقم الطيران وغيرهم في هذه البيئات. ولذا أعتقد أن هذا مُشجع للابتكار. كما تشرفنا بمشاركة أحد شركائنا المحليين الآخرين وهو معهد الابتكار التكنولوجي (TII) من أبوظبي على خشبة المسرح هذا الصباح كذلك، للحديث عن نماذج Falcon الخاصة بهم والتي تتحدث عن نفسها، ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في جميع أنحاء العالم. لذلك، نحن متحمسون لهذه الشراكة أيضاً.

ما هي خططكم لإتاحة الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع لعملائكم وعبر خدماتكم؟

نمتلك مقاربة شاملة وموسعة لتضمين الذكاء الاصطناعي في الواقع، وتمتد هذه المقاربة لتشمل تقديم خياراتنا الداخلية، وكذلك إتاحة استخدام العملاء لخيارات الذكاء الاصطناعي الخارجية كذلك. لدينا خدمة تُدعى Amazon Bedrock وهي جوهر الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بنا، قمنا بتطويرها بالطريقة التي أنشأنا بها الكثير من خدمات AWS على مدار 18 عاماً تماماً، والتي تبدأ من محاولة فهم ما يسعى العملاء لتحقيقه، والمشكلات التي يواجهونها أثناء ذلك، ومن ثمّ العمل بشكل منهجي لمعرفة كيفية حلها. ومن أول الأشياء التي سمعناها عندما تحدثنا إلى العملاء حول الذكاء الاصطناعي التوليدي هو أن هناك الكثير من النماذج المتاحة، ولكن عندما يتم دمجها في تطبيق معين مع مجموعة معينة من المتطلبات، يكون أداء أحد النماذج أفضل من النماذج الأخرى، فيما يتعلق بأعباء العمل خصوصاً.

وهكذا مع خدمة Bedrock، كان أحد الأشياء الأولى التي فعلناها هو تطويرها بحيث يمكن للعملاء الوصول إلى العديد من النماذج اللغوية الكبيرة. وبالحديث عن نماذج LLM، لدينا واحداً في أمازون والذي نسميه Titan. ولكن سواء كنت تتحدث عن نموذج من شركة AI21، أو Anthropic، أو Meta، أو حتى غيرها، فإنها متوفرة جميعاً في خدمة Bedrock. لذلك يمكن للعملاء تجربتها، واختبار نماذج أخرى مختلفة كذلك. في الواقع، كانت إحدى الميزات الأولى التي أضفناها هي ميزة تقييم النماذج حيث نساعد العملاء على اختبار تطبيق معين، واختبار هذه النماذج المختلفة عبر دمجها بها لمعرفة أي منها يحقق أفضل أداء فيما يتعلق بوقت الاستجابة، والتكلفة، وكل العوامل الأخرى المختلفة. لذا قمنا بتبسيط ذلك للعملاء وجعلناه جزءاً من خدمة Bedrock.

نوع آخر من الابتكارات الرئيسية التي نضعها في خدمة Bedrock هو ما نسميه حواجز الحماية. والتي تتيح للعملاء تطبيق الذكاء الاصطناعي عبر إجراءات معينة، والتأكد من أن النماذج اللغوية الكبيرة تقدم الاستجابات المناسبة في ضوء تلك الإجراءات، حيث لطالما كان هذا هو المسار الذي نحذوه على مدار 18 عاماً.

قمنا بتطوير Bedrock منذ فترة قليلة بالتأكيد، لكننا نواصل النظر إلى ما يحتاجه العملاء ليكونوا ناجحين في تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطبيقاتهم. ومن ثمّ نضيف تلك القدرات إلى Bedrock، أو إلى نماذج لغوية إضافية إذا احتاجوا لذلك، أو إلى قدرات نموذج تأسيسي حتى. نحن نستثمر حقاً في جميع طبقات مكدس LAMP، بدءاً من الجزء الأوسط الذي تحدثت عنه مع Bedrock، وحتى الجزء الأساسي من حيث التدريب النموذجي، والرقائق اللازمة لتطبيقه.

لدينا خدمات مثل المساعد الشخصي Amazon Q في أعلى المكدس كذلك، والتي تستند على الذكاء الاصطناعي، ويُمكنك فقط طرح أي نوع من الأسئلة عليها، وانتظار الرد سواء كان ذلك عبر المساعدة في كتابة بعض الأكواد البرمجية أو حتى تقديم إجابات مُفصلّة أخرى. ولديها العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي المُدمجة للمساعدة في طرح الأسئلة وتلقي الأجوبة بشكل طبيعي جداً أيضاً. لذلك نحن نستثمر في جميع طبقات المكدس الثلاثة مع الذكاء الاصطناعي جدياً.

كيف تضمنون خصوصية معلومات عملاؤكم وهل تستخدمونها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي؟

يتحكم عملاء AWS دائماً في بياناتهم بشكلٍ كامل، والتي تبقى مُصانة ومحمية في جميع الظروف. لذلك نحن لا نستخدم بيانات العملاء لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على الإطلاق. إنهم لديهم مطلق الحرية في التحكم بأي شيئ يخص بياناتهم دائماً. عندما يستخدم العملاء خدمات مثل SageMaker لبناء نماذج التعلم الآلي (ML) أو Bedrock لتحسينها، فهذه نماذج خاصة لا يمكننا الوصول إليها، وهي مملوكة بالكامل للعميل. لذا فإن العملاء يمتلكون كامل هذه البيانات المتعلقة بالنماذج ولا نستطيع المساس بها إطلاقاً.

قمنا ببناء خدمة Bedrock وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل SageMaker، وفقاً لضوابط أمنية قوية للغاية تحكم إمكانية الوصول إلى بيانات العملاء، مثل جميع خدمات AWS الأخرى تماماً. حيث يكون العملاء لديهم مُطلق السيطرة على العملية بأكملها من البداية إلى النهاية. وأود أن أشير أن العملاء يتحكمون في المنطقة التي توجد فيها بياناتهم أيضاً. لذلك نحن لا ننقل البيانات بين المناطق بدون إخطار العملاء، حيث يجب عليهم طلب ذلك أولاً. إنه ليس شيئاً نقوم به بشكل سري على الإطلاق. لذلك هناك ضوابط قوية يتم تنفيذها للتحكم في الخصوصية والبيانات في كل طبقة من المكدس للتحكم في الخصوصية والبيانات.

كيف تساعدون الدول الأكثر قلقاً بشأن الاحتفاظ ببياناتها محلياً، خاصةً أنكم أبرز مزود خدمات سحابية؟ كيف تضمنون لهم أن بياناتهم ستظل آمنة؟

حسناً، هذا التزام صارم نقطعه على أن��سنا تجاه العملاء، وهو أنه عندما يحتفظ العملاء بالبيانات في منطقة ما، فإنها تظل هناك ولا أحد يمكنه تغيير ذلك بخلاف العملاء أنفسهم. نحن لا ننقل البيانات بين المناطق دون أن يطلب منا العملاء القيام بذلك. ولكن هناك ظرف وحيد يتم فيه نقل تلك البيانات، وهو عندما نأخذها وننقلها إلى منطقة أخرى لدواعٍ خاصة. فمثلاً، هناك عدد من البلدان التي لديها ضوابط قوية على أماكن تخزين البيانات الهامة الخاصة بالصناعات الحيوية أو الخدمات المالية والقطاع العام، وهو ما يوجه استراتيجيتنا للتوسع الإقليمي.

قمنا بإطلاق مناطق جديدة بالفعل في البلدان التي تطلب ذلك، حيث نريد مساعدة جميع عملائنا على استخدام خدمات الحوسبة السحابية. سيُساهم ذلك في تخفيف الكثير من أعباء العمل في تلك المنطقة أو في ذلك البلد، عندما تعلم الحكومات والشركات أن هناك منطقة آمنة مخصصة لحفظ البيانات. نقوم بإضافة طبقات إضافية فوق كل ذلك أيضاً، حيث نقوم بإطلاق ما نسميه مناطق التخزين المحلية وهي عبارة عن نوع صغير من مجموعات الحوسبة والتخزين بشكل دوري، والتي نقوم ببناءها في بلدان أو مناطق جغرافية معينة حيث نحتاج إلى قدرات محلية إضافية.

أعلنا كذلك عن حل جديد يُطلق عليه «المناطق المحلية المخصصة»، للعملاء المحليين الذين لا يكتفون بضمان بقاء البيانات داخل تلك المنطقة، بل يبحثون عن شيء يشبه السعة المخصصة. لذا، هناك بالفعل طرق متعددة نمنح بها العملاء الثقة المطلوبة بأن بياناتهم ستظل كما هي بدون أي مساس.

ماذا تعتقد حيال مكانة الدول الخليجية بين باقي دول العالم بالنسبة للتحول الرقمي الذي يعد اتجاهاً جديداً على دول مجلس التعاون الخليجي نوعاً ما، مقارنةً بباقي دول العالم؟

أعتقد أن الشرق الأوسط، بشكل عام، يمكن مقارنته بالعديد من الأجزاء الأخرى من العالم في هذا الصدد، فيما يتعلق بالتحول الرقمي للشركات القائمة. أعتقد أن بعض البلدان كانت نشطة للغاية في التحرك نحو الرقمنة الكاملة لخدمات القطاع العام وأشياء أخرى. لذلك هناك الكثير من الدول الخليجية الرائدة بالفعل في هذا المجال حالياً بالطبع. وعندما ننظر ننظر إلى العالم بأسره، نجد أن الشرق الأوسط يشبه إلى حد ما ما نراه في بقية العالم فيما يتعلق بالتحول الرقمي.

أعتقد أن الجزء الذي يثير اهتمامي حقاً في الشرق الأوسط هو أن هناك سوقاً سريع النمو للشركات الناشئة، وهو ما يُمكنه أن يُسرّع وتيرة التحول الرقمي في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة القادمة بشكل ملحوظ. لذلك أشعر أن القادم أفضل بالتأكيد للدول الخليجية فيما يخص التحول الرقمي بالتأكيد.

باعتباركم أكبر مزود للخدمات للسحابية، كيف تتعاملون مع التهديدات السيبرانية المستمرة في المجال؟

لدينا فريق كامل مخصص للتحليل الأمني والاستجابة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع أنشأناه منذ سنوات عديدة. وهو ما ينبع من كون الأمن السيبراني جزءاً لا يتجزأ من آلية عمل AWS منذ اليوم الأول. نواصل كل عام النظر في استثماراتنا في مجال الأمن السيبراني لمعرفة ما هي الخطوة التالية بناءً على ما نراه فيما يتعلق بالهجمات والتهديدات السيبرانية، وما نحتاجه عندما يطلب منا العملاء المساعدة. لذلك، إنه شيء لدينا تاريخ طويل في القيام به. وكما تعلم بالطبع، يتغير مشهد الهجمات السيبرانية ويتطور باستمرار من حين لآخر.

وبالتالي يجب أن نواكب كل ذلك للحفاظ على أفضلية أمام تلك الهجمات. لا يمكنني التحدث عن أنواع محددة من الهجمات السيبرانية، لكنني أعتقد أننا نمتلك خبرة كبيرة في مجال الأمن السيبراني وقادرون على التصدي لأي فئةٍ منها. يتعلق الأمر بالأمن المادي أيضاً. كما تعلم، بحكم منصبي في مراكز البيانات، فإننا نستخدم مستويات متعددة من الأمان المادي لحماية بيانات العملاء، مثل تلك الضوابط المادية التي تدعم عناصر التحكم السيبرانية التي نستخدمها.

ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال أبرز وآخر ابتكاراتنا، على سبيل المثال، مع نظام AWS Nitro الخاص بنا وجوهر الثقة في خدماتنا، والذي يُعطينا القدرة على بناء خدماتنا بشكل آمن على البنية التحتية لدينا، من أجل إنشاء نظام متعدد الطبقات حيث لا يُمكن لأي شخص أو منظمة السيطرة على أساليب الحماية. تتطور الهجمات السيبرانية باستمرار بلا شك. ولذا فإننا نعمل على تطوير طبقات الحماية الموجودة لدينا بشكل متواصل، بالإضافة إلى كيفية عمل هذه الطبقات معاً لحماية بيانات العملاء.

نظراً لاعتمادكم على كل تلك التدابير الأمنية، هل تتعاونون مع شركات مختصة بالأمن السيبراني أم تعتمدون على فريقكم فقط؟

نتعاون مع الباحثين في مراكز الأمن السيبراني الوطنية، على سبيل المثال، لدينا برنامج مكافأة الأخطاء، حيث نعمل مع الباحثين الأمنيين لتحديد التهديدات المحتملة أو الناشئة. قمنا بتوقيع شراكات أكاديمية عديدة من العديد من شركات الأمن السيبراني. لذلك، هناك عدد من الاتفاقيات مع الحكومات، والأكاديميين، والشركات الأخرى لفهم الطبيعة المتطورة للتهديدات، وكيفية حماية عملائنا، وما نحتاج إلى مواصلة تعزيزه للتأكد من حماية عملائنا من الجيل القادم للتهديدات السيبرانية.

ما هي أبرز التحديات التي تواجهونها عند التوسع في مناطق جديدة، خاصةً هنا في الشرق الأوسط؟ وكيف يمكنكم التغلب عليها؟

يتطلب التوسع في مناطق جديدة العمل على العديد من الجبهات المختلفة بالتأكيد. تتضمن أبرز التحديات التفاهم والعمل مع الحكومات العالمية، والحصول على التصاريح اللازمة، وتحديد والأراضي والمكان الذي سنبني فيه منشآتنا، وفهم آلية عمل القوى العاملة المحلية. نقوم بإطلاق برامج تطوير للقوى العاملة المحلية بشكل مستمر، للتأكد من أن المهارات التي نحتاجها متاحة، ويمكننا تدريبها والاستفادة منها حقاً. نبحث عن الطاقة النظيفة ومع التزامنا بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية في 2040، نسعى بكل قوة لتحقيق هذا الهدف بحلول ذلك العام. نبحث عن فرص كذلك لمواصلة اعتماد شبكاتنا على الطاقة المتجددة لتشغيل عملياتنا بالطاقة المتجددة وفقاً لبعض العوامل التي نأخذها في الاعتبار ونعمل من خلالها.

ولذا نحرص دائماً على إقامة شراكات وثيقة مع الحكومات والشركات المحلية للتأكد من أننا لدينا القوى العاملة المناسبة، واللوائح الصحيحة، وقواعد الامتثال المطلوبة للتأكد من تماشي سياساتنا مع المجتمع المحيط.

فيما يخص الاستدامة، هل تستهلك مراكز البيانات الكثير من الطاقة؟ وباعتباركم واحدة من الشركات التي تمتلك أكبر عدد من مراكز البيانات حول العالم، كيف تتأكدون من أن هذه الطاقة تأتي من مصادر خضراء؟

نسعى لتحقيق الاستدامة من خلال مستويات متعددة. حيث لطالما كنا رائدين فيما يخص توقيع اتفاقيات الطاقة الخاصة للطاقة المتجددة. نفتخر اليوم بكوننا أكبر مشترٍ لشركات الطاقة المتجددة في العالم. لدينا أكثر من 28 جيجاوات وأكثر من 500 مشروع فردي تعاقدنا عليها للطاقة المتجددة. ونسعى إلى تشغيل عملياتنا باستخدام طاقة خالية من الكربون أينما أمكننا ذلك حقاً، وبالتالي نستثمر الكثير من أجل تحقيق الاستدامة.

لكن أرى أن الجانب الأبرز يتمثل في كيفية استخدام الطاقة بكفاءة، وهو ما قادنا إلى الاستثمار في بعض شرائحنا الخاصة. فلدينا مثلاً معالج AWS Graviton للحوسبة ذات الأغراض العامة والتدريب على الذكاء الاصطناعي، كما أننا لدينا كذلك معالجات التدريب، والمعالجات الاستدلالية. وبالتالي فنحن نسعى إلى تشغيل عملياتنا باستخدام طاقة خالية من الكربون، وهو ما سيجلب معه فوائد كبيرة مقارنة بمثيلات EC2 التقليدية. هناك فوائد هائلة من حيث مقدار العمل الذي يمكن القيام به بنفس القوة ولكن باستخدام طاقة نظيفة.

وهكذا، فإننا نحقق الكثير من التقدم الملحوظ، ويرى العملاء بعض النتائج الرائعة حقاً بخصوص ذلك الصدد. ولا نكتفي بتطوير شرائح يمكنها تقليل مقدار الطاقة المطلوبة لأداء عمل معين. بل نعمل أيضاً مع العملاء علاوةً على ذلك ليكونوا فعالين في استخدامهم للموارد ومدركين لما قاموا بتوفيره في المقابل. تسير الاستدامة والتكلفة على نفس النهج جنباً إلى جنب في كثير من الأحيان. ولقد عملنا لسنوات مع العملاء حول كيفية تحسين التكلفة، حيث نُفضّل أن يعمل العملاء على النحو الأمثل بدلاً من استخدام موارد غير ضرورية، حيث تُوفّر هذه العملية المال والطاقة كذلك بالطبع. وهكذا نلتزم بممارسة راسخة في القيام بذلك مع العملاء. لدينا بالفعل مستويات متعددة بدءاً من البنية التحتية الأساسية، وحتى الشرائح، والابتكارات الأخرى التي قمنا بتشغيلها في مراكز البيانات، وصولاً إلى كيفية تمكين العملاء من توفير الطاقة بكفاءة.

سؤالي الأخير يتعلق بصناعة أشباه الموصلات الخاصة بكم، هلا أخبرتنا المزيد عنها؟ من يقوم بتصنيعها؟ ولماذا لجأتم إلى تصنيع شرائحكم بأنفسكم؟ وكيف تُقارن بمعالجات الشركات الأخرى؟

منذ سنوات الآن، بدأنا بتصميم وتطوير خط معالجات Graviton الخاصة بنا، وهي معالجات قائم على معمارية ARM، وقد قمنا بإطلاق أجيال متعددة منه بالفعل، وقد أظهر كل جيل منه فوائد كبيرة من حيث التكلفة والطاقة لكل وحدة عمل. ويرجع ذلك إلى أن معالجات Graviton مصممة خصيصاً لتُناسب أعباء العمل الحالية مع الكثير من التحسينات في هذا الخصوص. إنها معالجات للأغراض العامة بالتأكيد، ولكن تم تحسينها للسحابة ولأعباء العمل اليومية أيضاً. ولذلك فهي قادرة على إتمام العمل المطلوب بأقل تكلفة مالية، ومع أدنى استهلاك للطاقة، وهو ما يتوافق مع التزاماتنا المستمرة حيال الاستدامة وتحقيقها. نشهد موجة قبول ودعم من العملاء لا بأس بها عندما يتعلق الأمر برقائق Inferentia ورقائق التدريب الأخرى الخاصة بنا.

عندما تفكر في أعباء الاستدلال الآلي أو التدريبات الأخرى المختلفة، فهناك وظائف معينة تحتاج إلى تحسينها في ذلك الصدد حقاً، وبالتالي فإن دمج هذه القدرة مباشرة في العتاد قد سمح بتحقيق الكثير من مكاسب الأداء هذه. لذا، نحن متحمسون لذلك. سنستمر في الابتكار، في كل طبقة من المكدس. لم أتحدث عن ذلك بشكل مُفصّل، ولكن هناك بعد آخر للابتكار، يتعلق بالشبكة. وهو يتعلق بتطوير أنظمة الشبكة الخاصة بنا، مثل أجهزة التوجيه، والمفاتيح التي تربط المضيفين، وكذلك جميع الكابلات وكل شيء آخر. لذلك نحرص على القيام بكل ذلك لتحسين استهلاك الطاقة وتقليل وقت الاستجابة. لدينا مجموعات كبيرة من وحدات معالجة الرسومات التي تتناسب مع أعباء العمل بشكل عام. لذلك، نستثمر بشكل مدروس في كل ركن من أركان شركتنا.

شارك المحتوى |
close icon